قربان بشري
حسين السيد
روايات عربيةانتظر قليلا جاري تجهيز الملف من خوادمنا
ولأن الحكاية الأولى لم تنته، فالحكاية المكملة أمر لا مفر منه.
تتساءل يا صديقي هل هناك جديد؟
ولأني لا أهوى التكرار، فالحكاية مختلفة، لكن الرعب لم يفارقها.
هل ترغب في خوض التجربة من جديد؟
حسنا، لنفتح الصفحات ونقرأ سويا.
الجثة الملعونة تم تجميد قراها القارقة لسنين عديدة بعد الطقوس الغريبة التي قام بها الابطال الخمسة في الجزء الأول وتأكدهم من تدميرها تدميرا تماما، لكن هيهات ثم هيهات عادت من جديد أجمل .. و أخطر .. عادت بكل حقد العالم لتنتقم من الخمسة ، عادت لتذيق كل من تجرأ أن يأذيها عذابا لم يتخيل يوما أنه سيعيشه.
قبل ان نبدا في الحديث عن الجزء الثاني من الرواية اذا لم تقوم بقراءة الجزء الاول يمكنك الان قراءته من هنا [ الجثة الخامسة ]
كان هذا الجزء مدهشا حقا وظهر فيه المجهود العظيم والبحث الواسع والمعلومات المتنوعة التي اندمجت بسلاسة مع أحداث الرواية، مما جعلها أكثر دعما وواقعية وإثارة للقارئ، امتلأت مفكرتي بالمواضيع المثيرة للاهتمام التي وردت في الرواية للبحث والاستقصاء، استمتعت بكل موقف وبالتسلسل الرائع للأحداث من مرحلة لأخرى.
بالنسبة لتنوع الشخصيات وثرائها، كل شخصية كانت لها طابعها الفريد وظروفها الخاصة، والكاتب كان موفقا جدا في كيفية ارتباطهم معا وبرومية، كما أعجبتني بشدة الطريقة التي ربط بها الكاتب بين الجثة الخامسة ورواية نجع الموتى، مما أضاف شعورا بالتواصل المباشر بين القارئ والكاتب وزاد من مصداقية الأحداث كأنها تجارب حقيقية عشناها مع الكاتب وشخصياته من قبل.
أما فيما يخص رومية، فأنا مثلك لازلت غير مصدق أنها انتهت، هذه القوة العاتية الجبارة الأزلية لا يسهل أن تختفي، ربما تختفي لبعض الوقت لكنها بالتأكيد ستجد طريقها للعودة مجددا، وربما تظهر في إحدى روايات دكتور حسين في المستقبل، إنها شخصية مثيرة للجدل وغريبة بحق ولم أستطع أبدا أن أكرهها، أنا عاشق لهذه الشخصية الفريد، النادرة، الفاتنة، والقوية، بما تحمله من جمال وقبح في آن واحد.
“امتاز عم منصور بصفتين رئيسيتين.. الأولى أن الرجل هو أهم شخص طوال العامين الأولين فى كلية الطب لغالبية الطالب، إن لم يكن جمعيهم..ولما لا، وهو خازن قلعة الأسرار.. المشرحة.. الرعب والصدمة الأولى التي تنتظرها، وتتلقاها في أول عهدك بدراسة الطب.. اللحظة التي تتخيلها كثيرا قبل أن تلتحق بالكلية ربما لأن دراسة الطب تعني للكثيرين عالم من الجثث الممزقة والأشلاء الدامية.. يحدثك صديقك حين تعود من الكلية، بعد يوم واحد من التحاقك بها بانبهارعن عدد الجثث التي قمت بتشريحها.. وتنظر إليك أمك بتوجس فور أن تعود من الكلية، وعيناها لا تفارقان يديك بتأفف متسائل:- ألن تستحم وتغتسل؟ ظنا منها أنك ربما تسبح في الكلية فى بحر من الجثث والدماء والأشلاء.. وتتأفف أختك حين تجلس بجوارها إلى المائدة، متسائلة باستنكار:- هل تظن أنك ستأكل معنا؟ طبعاً ستجيب من بين أسنانك، وأنت تجاهد نفسك ألا تقضم رقبتها: بالطبع لا.. من قال هذا؟.. أنا فقط أجلس بجواركم كي أستمتع برؤيتكم، وأنتم تتناولون الطعام.. إن هذا هو ما يشبعني. لا تغضب يا صديقي لو حدث هذا لك، وغالباً سوف يحدث، ستتحول فى أعينهم إلى كائن موبوء مصاب بالجرب، وسيستمر هذا بعض الوقت الى أن يعتادوا عليك مرة أخرى، أو تعتاد أنت على اشمئزازهم منك، فلا تبالي بعد ذلك، لذا من الصعب أن تتخيل أن هناك أشياء كثيرة مهمة في دراسة الطب، بل وربما تستحق ذعرا أكبر بكثير مما تتنظره من المشرحة والجثث كلمني عن عوالم علم دراسة الأنسجة (الهستولوجي) وشرائحها المتشابهة، وصبغياتها القاتمة اللعينة.. حدثني عن الكيمياء الحيوية بمعادلاتها الشيطانية التي لا تنتهي.. حدثني عن الإمتحانات الشفهية.. رعب قوطى يستحق الاهتمام والدراسة، ولا يعلمه إلا من عايشه.. صدقني لو أدركت عوالم هذه الأشياء المخيفة، لما سببت لك المشرحة بجثثها كل هذا الرعب”.
حسين السيد كاتب مصري موهوب، ولد في القاهرة حيث تلقى تعليمه المدرسي وانتقل لاحقا إلى جامعة عين شمس لدراسة الصيدلة، على الرغم من اهتمامه بالعلم، إلا أن شغفه الحقيقي كان الكتابة وقد نجح بالفعل في تحقيق حلمه ليصبح أحد الكتاب المعروفين.
أثبت حسين السيد مهاراته الإبداعية وقدرته على جذب عقول القراء من خلال مجموعة من الإصدارات المتميزة مثل:
القراءة من الكتاب كما يقول الكتاب
التعليقات والمراجعات
لا يوجد تعليقات حتي الان .