مولانا أبو الكلام آزاد
أبو الكلام آزاد (1888 م – 1958 م) واسمه الحقيقي محي الدين أحمد بن خير الدين، شخصية وطنية هندية لا تقل أهمية وحضورا سياسيا وشعبيا عن شخصيتي المهاتما غاندي الزعيم الروحي لشبه القارة الهندية وجواهر لال نهرو أول رئيس وزراء للهند المستقلة عن الاحتلال البريطاني في 15 آب / أغسطس العام 1947. غير أن ما يميز مولانا آزاد عن غيره من الرموز التاريخية والسياسية في تلك البلاد هو أنه كان في مقدمة الزعماء المسلمين الذين دعوا بقوة وإلحاح إلى وحدة الهندوس والمسلمين، على أساس قومي هندي جامع، رافعته دولة القانون والمؤسسات والدمقرطة المستدامة، التي وحدها بنظرة تحمي الدين من العبث به واستغلاله في بازار السياسات الفتنوية على اختلافها والتي لجأ إليها الاستعمار البريطاني لضمان هيمنته على البلاد ونهب ثرواتها والتحكم بمقدراتها استطرادا تحقيق مآربه في تقسيم الهند إلى بلدين لدودين هما : الهند وباكستان. حظي أبو الكلام آزاد بثقة كثرة كاثرة من الشعب الهندي بمختلف طوائفه الدينية واتجاهاته الفكرية والإيديولوجية جسدها ترؤسه ''حزب المؤتمر الوطني الهندي'' ذا الأغلبية الهندوسية في العام 1923 وكذلك إعادة انتخابه رئيسا للحزب نفسه في العام 1940، وامتدادا إلى العام 1946. يحكي الكتاب قصة هذا الرجل الكبير الذي ظلمه الإعلام العربي كثيرا ، هو الذي ولد لأم عربية في مكة المكرمة وجال في بغداد والقاهرة متأثرا بالدعوة الإصلاحية للسيد جمال الدين الأفغاني وتلميذه الشيخ محمد عبده، وأيضا الشيخ رشيد رضا صاحب ''المنار'' والتي أسس آزاد على غرارها في كلكتا لاحقا (1912) مطبوعته الشهيرة ''الهلال''، التي لقيت قبولا واسعا في أوساط المسلمين الهنود، وشكلت تحولا مهما في تاريخ الصحافة الهندية، كما كانت واحدة من مداميك النهضة الوطنية والفكرية والروحية لعموم الهند.